قصّة عصام توثّقها التلميذة لين نعيم من مدرسة البيزانسون – بعبدا

مع الأسف، لبنان الازدهار، لبنان المحبّة، لبنان السلام، العوامل الخارجية أثّرت بزعماؤه وشعبُه، وانزلق نحو حرب أهليّة منتأسف كل يوم إنٌّه نحكي عنها ونتذكرها. هالحرب اللّي صارت بسبب تدخّلات خارجيّة، واستغلّوا نقاط الضعف عند الشعب اللّبناني اللّي بيتميّز بتنوّعُه الطائفي والمحبة اللّي كانت تجمع العالم ببعضا، لا فرق بين مسيحي أو مسلم. 

إسمي عصام، وعمري 70 سنة. كلنا كنّا عايشين بحدود هالوطن، بس اختلفنا مع بعض، وصارت الحرب الأهليّة وكان حصيلتها 200 ألف شهيد، ودمار وخراب ببلد كان يُعتَبَر سويسرا الشرق.
أنا كنت بأوّل حياتي الزوجيّة، وكان بيتي عا خطوط التماس، وانصبت من الجهتين. أنا كنت رجل عسكري، واحترق وتدمّر بيتي وراح عفشي، وكان عندي ولد ومرتي، وصرنا نتنقّل من محلّ لمحلّ.
أنا مسلم، ورحت قعدت بمنطقة مسيحيّة لأنُّه ما كان عندي غاية سياسيّة، وبعدين انتقلت عا منطقة إسلاميّة، وتعرّضت لمضايقات لأن يجوا ناس ما بيعرفوني إلّا عالهويّة، ويحاولوا يأثروا عليّي.
أوّل شي خسرت بيتي ورزقي، وبتاني مرحلة استشهد خيّي اللّي كان ضابط. حتّى بتذكّر، كنت بخدمتي بوجّ الطرفين، ونأسرت، وما ميّزوا بين عسكري أو مدني. عانيت 4 إيّام أنا ورفقاتي، لا أكل ولا شرب، وبالعتمة مطمّشن، وسيطروا عا سلاحنا وعلينا من كلّ النواحي، وبعدين نتيجة مفاوضات، أفرجوا عنّا. 

هيدي القصّة ما بنسيها بحياتي. علّمتني هالحادثة إنُّه لازم علّم ولادي ينفوا نزعة الكره. علّمتني إنُّه مد إيدي للكلّ لحتّى الناس تبادلني. علّمتني حبّ الناس تا تحبني، وعلّم ولادي على نفس النهج، وبزرع فيهن الروح الوطنيّة.

نصيحتي للجيل الجيل إنُّن ما يعطوا دينتهُن لأيّ زعيم ممكن يفرّقهن عن رفقاتُن من غير دين. تعلّمنا كتير من هالحرب، ونشالله هيدا الجيل الطالع، يتعلّم من أغلاطنا، ويبني وطن ونتكاتف مع بعض وننشد النشيد الوطني كلّنا للوطن.