قصّة حسين الحاج حسن توثّقها مادلين صبرا من مدرسة القدّيس جاورجيوس 

الطائفيّة نار بتحرق كل شي، والله لا يسامح كل مين بيولّع هالنار. المجتمع اللبناني طول عمرُه متماسك وبيحبّ بعضه، بلا ما يسأل لا عن دين ولا عن طايفة… لحتّى إجت هالطغمة وخرّبت الدنيا.

حكايتي عن إخوة بالتراب، إخوة بالوطن، ما فرّقن الزمن.

إسمي حسين الحاج حسن من منطقة بعلبك، من ضيعة سرعين، مواليد سنة 1938، وعشنا بالجامعة الأميركية مع بعضنا أجناس من الديانات، وأكتر شي من زحلة ومن البقاع وبيروت ورياق. عشنا متل الإخوة وقت الحرب الأهليّة. ومشي الحال والحمد لله ضلّيت ماشي عا فرد ممشى وأكتر من الأول، ونروح لعندُن عا زحلة ويجوا لعنّا عا سرعين.

بذكر إيّام الحرب انقطع كل شي، مواد تغذية وخبز وغيره. كنت روح عالشام وجيب يللّي قادر عليه ووزعُه عليهُن، والحمد لله بعدنا لحدّ هلّاء أنا ويّاهن متل الإخوة. وبعد تلاتين سنة، بعد ما تفارقنا بسبب الشغل وطلعت عالتقاعد، اتّصل فيني شخص من سرعين من بيت شمعون، صرت أنا إبكي وهوّي يبكي. 

هلّاء ساءبت وقت انتخابات النواب، قلت لمرتي عندي صديق بدّي روح لعندُه إسمُه أسعد صدقة بسرعين التحتا. قالتلي اتّكل عا الله يلا نروح. وصلت لعندُه، قلّي: خيي حسين! صرت أنا إبكي وهوي يبكي وإجت مرتُه كمان عبطتني. تلاتين سنة بعاد عن بعضنا! والحمد لله بعدنا عا نفس الخط وهنّي روحي! المهم بيجي بيفتح الباب، بيقلّي هيدي سيّارتك يا حسين؟ هيدي سيّارتي خدها وبروم فيها بالضيعة. وشخص كمان من بيت معلوف من زحلة كمان كتير فيه محبة وإلفة!

وقت الحرب كنّا نجي عند بعضنا ونعطي يللّي الله بيقدّرنا عليه لأنُّه عِشرة عمر، ونحنا كعيلة الحاج حسن معروفة  بحوش النبي إنُّه ما دشّرنا حدا: نفوت عالجامع نحنا ويّاهن ونفوت عالكنيسة نحنا ويّاهن.

بقول لشباب اليوم، التعصّب خسارة عليكُن وعلينا وعا ولادنا، لازم تحبّوا بعضكُن وتنتبهوا عا بعضكن وتتعلّموا لأن قدّامكُن مستقبل. وبالنسبة ليللّي عايشينوا هلّاء بقول: إي في أمل، عايشين هلّاء بيأس بلا أكل العالم، بس في أمل. لازم هالشباب تتضامن وتتعلّم وتتوظّف وهالدولة توقف عإجريها.