قصّة إيفا أبو سليمان توثّقها فيرا أبو شهلا من مدرسة سيدة المعونة الدائمة – فرن الشبّاك

يللّي عايشوا الحرب، دايمًا بيكون عندن قصص وخبريّات، بيحكوها لحتّى الجيل الجديد يتّعظ وياخد العِبرة، وما يوقع بذات المطبّات. بس أنا حكايتي حا تكون غير، بهدف غير…

إسمي إيفا أبو سليمان، وحبّيت إحكي عن هالتجربة عا أمل إنُّه تعطي الجيل الجديد شويّة دفع لحتّى نقدر نواجه التحديّات بإيجابية.

نحنا من الناس يللّي عاشوا الحرب من أوّلها سنة 1975. بداية الحرب كنّا زغار. أنا شخصيًّا ما كنت عايشة بلبنان. وصلنا عا لبنان بهالفترة، وإذ بلّشت الحرب ونحنا كنّا من الضيع يللّي تهجّرت. تهجّرنا وكانت فترة كتير صعبة. كان تشرّد، فقر، خسارة بصراحة لكل شي نملكُه. عيلة كبيرة وما في مدخول غير الأرض يللّي كنّا نتّكل عليها. 

وبما إنّي جايي من دولة عربيّة، كان مفروض إنّي إرجع عيد كم صفّ لأنّه المناهج بتختلف مش متل هلّاء بيداروا العمر. كان مفروض عليّي إرجع إدرس من أوّل وجديد المنهج اللبناني. إجت الحرب، سنتين ما فتنا عالمدارس. كنت صرت كبيرة بالنسبة لصفّي، كنت أكبر وحدة. بس هالشي ولا مرّة عملّي عقدة. 

رح خبّر عن تجربة عشتها بحرب الإلغاء أو الحرب اللبنانيّة الأخيرة. بهالحرب كنت متجوزة وعندي ولد كتير زغير، وكنت تاني سنة جامعة. طموحي هوّي يللّي خلاّني إدرس مع الزواج وكان هيدا تحدّي كتير كبير إلي. يمكن هالشي كمان من الإيجابيّات اللّي صارت بشخصيتي. 

لمّا بلّشت الحرب، كان لازم نترك المطرح يللّي عاشين فيه لأنّه صار عا خطوط التماس. تركنا بيتنا، وما معنا سيّارة، جوزي بهالفترة كان بلا شغل لأنّه ما عاد يقدر يوصل عا شغلُه ليقبض. مرقنا بفترة كتير صعبة. فترة قلّة. اضطرّينا نقعد عند ناس قرايبينا. صرنا عيلتين ما حدا منّا عم يشتغل، ما حدا عم يطلّع مصروفُه. كمان إجوا بيت سلفي قعدوا معنا. صرنا تلات عِيل بنفس البيت، ولاد زغيرة وما في أي مردود مادّي، وقصف وخوف ورعب.

إبني كان عم يكبر، وأنا كنت مضطرّة أمّنلُه شي يلبسُه. ما كان عندُه لبس. جمّعت شويّة مصاري ونزلت عالسوق لجبلُه شقفة خيّطلُه ياها. وبهالفترة كنت تعلّمت الخياطة حتّى كون قادرة إلبس، لأنّه أكيد أهلي ما كانوا قادرين يأمّنوا كل فترة تياب جديدة من السوق.

بالصدفة كنت عم إشتريلُه شقفة لإبني، كان في مرا عم تقصّ شقف كتير ومسافرة عا أستراليا متل ما فهمت من حديثها مع البيّاع. البيّاع صاحب المحل بيعرفني. قال للمرا: عندك خيّاطة تخيّطلك هالشقف كلها؟ قالتلُه: لأ ما بعرف حدا… إذا بتعرف دلني. قلّا: يللا هاي الخيّاطة قدّامك. أنا تفاجأت واستغربت، يعني إنّه أنا ما بخيّط بالأجرة. أنا كنت ساعد بالخياطة. هو فهم عليّي بس تطلّعت فيه إنّه كيف عم تقلّا هيك. قلّي: يلّا، بتكسبيهن منيح هلّاء.

حسّيت إنّه ربنا بعت هيدي الرزقة، بالأوّل خفت، بس بعدين قلت يلّا بجرّب، وكمان الظروف ساعدتني مطرح ما كنت قاعدة، إنّه في مكنة خياطة عالإجر. وصرت جرّب جرّب وظبطت معي، وهالشي خلاّني إرجع عا بيتي مع إنّه الوضع كان كتير خطر والوصول للبيت فيه مخاطرة كتير كبيرة، وجبت مكنة الخياطة من بعد ما كان انصاب البيت بالأحداث واحترق قسم منّه، والمكنة كان احترق قسم منّا. ما بعرف يمكن ربنا بدّه يشفق ما احترقت المكنة كلّا.

أخدت مكنة الخياطة ورحت عا عمشيت مطرح ما كنّا قاعدين، وصار يجيني زبونات، وكتّر خير الله الوضع بكل سيّئاته وبكل تحديّاته، ربنا عطانا فرصة وسمح إنّه يكون عنّا مورد مادّي يعيّشنا، مع إنّه كنّا كتار بنفس البيت. 

عشنا فترة أبدًا أبدًا ما منحب نرجعلا، وبصلّي إنّه ما يعيشها هالجيل، وإنّه ولادي ما يعيشوها. بس بهيدي الفترة التحديّات يللّي مرقنا فيها علّمتنا إنّا نكون أقوى، والفرق بين شخص وشخص بهالفترة إنّه كيف بيتجاوب مع الأحداث.   

يللّي بدّي قولُه، إنّه اتّكلوا عالربّ، والرب بيعطيكُن القوّة. بيبارك إذا إنتو اتّكلتوا عليه وجرّبتوا تفكروا شوي بالإيجابيّات، وبتقدروا تتخطّوا التحديّات يللّي بتمرق معكم.